| 1 التعليقات ]





تيزنيت , مدينة صغيرة تقع بالجنوب المغربي , وتنفرد بهدوئها و سيادة الامن والطمانينة بها منذ عقود , اذ يترك الباعة في بعض الاحيان محالهم التجارية مفتوحة دون حراسة من اجل الصلاة او قضاء بعض المصالح , وكذلك ترى النساء يتجولن بالمدينة في وقت متاخر من الليل وكذا الاطفال من دون خوف عليهم من اي اعتداء مرتقب ... البعض سيظن ان سبب الامن بالمدينة راجع الى يقظة اجهزة الامن و عملهم الجاد و الدؤوب من اجل حماية ساكنيها من الاعتداءات . لكن ماجرى بالمدينة في الاسبوع الماضي يبين عكس ذلك
, حيث عكر هدوء وصفو المدينة شاب حرم الفتيات المتبرجات الامن , و  اللواتي لا يستحيين ان يظهرن مفاتنهن للرجال عن طريق ارتدائهن للملابس الضيقة التي تبرز كل تفاصيل الجسد, لذلك كان ذلك استفزازا للشباب الذين هم في سن الزواج , لكن الظروف المادية لاتسمح  , و اظن ان الجميع يعلم خطر هذه الفتنة , و لاسيما فتنة النساء , اذ قال تعالى ( و الفتنة اشد من القتل ) , وكان هذا الشاب – كما اظن – قد اتعبه الصبر حتى انتفض , و اراد ان ينتقم , او انه اصيب بعقدة نفسية تجاه المتبرجات نتيجة فشل علاقته باحداهن...و كانت هاته الاعتداءات المتتالية قد اربكت جهاز الامن بالمدينة , حيث انه لم يستطع الى حد الساعة القاء القبض على المتهم رغم تكثيف الجهود لذالك , و هذا الحدث هو اللذي فضح ضعف الجهاز الامني ليس بتيزنيت فقط , فالامن بمدينة تيزنيت كان حالة خاصة بينما اذا توجهت مثلا الى المدن المجاورة لاكادير ك : ايت ملول , انزكان, تيكيوين ,  القليعة ... ستجد ان الحالة متازمة , حيث لا يمر يوم دون ان تسجل حالات اعتداء تؤدي الى الضرب و الجرح , و في بعض الاحيان تؤدي الى ازهاق الارواح , حيث ان نسبة السرقة مرتفعة جدا و شدة الحراسة الامنية ضعيفة, ناهيك عن مروجي المخدرات . و تحدث اغلب عمليات السرقة في الحافلات و الاسواق المزدحمة, و صارت هذه الاعتداءات مالوفة عند الساكنة ... الى جانب البطالة و الفقر و غيرها من اسباب تفشي هذه الظواهر نجد تقاعسا من الاجهزة الامنية , و حتى ان كان هناك مواجهة لهذه الجرائم فان المجهود و العمل المبذول من طرف قوى الامن يبقى قليلا مقارنة بحجم هذه الجرائم , حيث اننا لانرى رجال الشرطة بعدد كثيرالا عندما يخرج بعض المتضاهرين الى الشارع للمطالبة بحقوقهم ... كما ان من اسباب محدودية عمل قوى الامن هو عدم صرامة الاحكام الصادرة في حق الذين تم القبض عليهم , و يبقى السجن عندهم مكانا لقضاء عطلة بعيدا عن الاجرام .
و يرجع سر امن و هدوء مدينة تيزنيت الى الساكنة انفسهم حيث ان اغلبهم ينحدر من المناطق القروية الامازغية القريبة من المدينة , لذا ومن المعروف ان المجتمع الامازيغي مجتمع مسالم  , اذ تندر بالمدينة الاحياء الصفيحية التي تكون منبعا لحلات الاجرام و التي تكثر بمناطق اخرى بمدن المغرب .

1 التعليقات

Unknown يقول... @ 24 يناير 2016 في 3:56 ص


thank you

شركة نقل عفش بالرياض


إرسال تعليق