| 0 التعليقات ]



                                   
المراهقة كما تعرفنا عليها في المدرسة و في بقية وسائل الاعلام تعني مرحلة من مراحل عمر الانسان تفصل بين الطفولة و الرشد وتعرف تحولات بيولوجية و الجنسية كنمو الاعضاء و تغير في بنية الشخص وكذا تحولات عقلية و وجدانية حيث يبدا الشخص في امتلاك قدرات كحس النقد و التفكير بعمق و التخطيط ... وتنتهي هذه المرحلة بتمام النضج الجسدي و الجنسي والفكري و العقلي ...
ولكن هل هذا بالتحديد ما تعنيه المراهقة في الواقع ? و هل اصطلاح المراهقة يناسب هذا المفهوم ?وما هي النظرة الاسلامية لهذه المرحلة التي يعيشها اخواننا التلاميذ ?و كيف امكن استغلال هذه المرحلة?
في نظري ان المراهقة مصطلح اتت به الحضارة الغربية و ذلك من اجل تبريء التصرفات التي يقوم بها الشباب الغربي في هذه المرحلة , والتي سبب هذه التصرفات هو غياب التربية الاسلامية فمثلا وهذا اصبح شيئا عاديا عندما تتبادر الى مسامع احدهم كلمة مراهقة فالصورة التي ترتسم بالعقل هي صورة ذلك الشاب المنحرف الضال الذي يسمع الموسيقى و يكثر التسكع و ملاحقة الفتيات.... و اصبحت هذه التصرفات الشاذة عادية و طبيعية عندما تم اعطاؤها هذا الاصطلاح , فمن الخطير الان ان تسمي نفسك مراهقا و لو كنت تعيشها بجميع اطوارها . و اظن كذلك ان هذا الاصطلاح هي من الوسائل الشريرة التي اعتمدتها الحضارة الغربية من اجل اضلال الشباب العربي و المسلم حيث اباحت بهذا المصطلح لشبابنا القيام بتصرفات : مثل القيام بالعلاقات غير الشرعية و التمرد على الوالدين و الاساتذة ...
وكذا علمت الاباء الصمت و اللا مبلاة على هذه التصرفات بدعوى انها شيء طبيعي و عندما ينضج المراهق سوف يتعافى و يعود الى رشده , لا ! هذا خطا بل بالعكس ففي هذه الحالة هذه المرحلة لا تنتهي الا بتكون انسان جانح غير متخلق , لايعرف الاحترام , بليد , وكذا يعاني فقرا فكريا و ثقافيا .
اما بالنسبة للطفل الذي تلقى تربية اسلامية منذ صغره, و تلقى الضرب من طرف ابيه لتركه الصلاة او لعدم الاحترام و تمت تربيته بكل حزم و بكل صرامة مع التصرفات التي تتنافى مع الاخلاق الاسلامية الفاضلة فلن يتمكن بتاتا من القيام بمثل هذه التصرفات , و هو في مرحلة المراهقة لن يستطيع رفع صوته على و الده او على استاذه ... و يقول البعض ان من علامات المراهق" عدم اعترافه بمراهقته" نعم هذا صحيح حيث ان المراهق يرفض هذه المرحلة و ذلك من خلال ادعائه اما: بانه مازال صغيرا وهذا بانسبة في بداية المراهقة او ظنه بانه شخص راشد و التي تكون في وسط واخر هذه المرحلة . و انا لا اتهرب من المراهقة كمرحلة بل من اسمها و من مفهومها الشعبي الحالي , فنحن لا نعترف بالمراهقة بل نعترف بالفتوة و التي علمها لنا نماذج كبرى في القران و السنة , ففي القران مثلا يمكننا التعرف عليها جليا من خلال نموذج سيدنا ابراهيم عليه السلام حينما بدا عقله  يفكر, و يستعمل حس النقد في هذه المرحلة و ذلك لمعرفة ربه , فبدا بانتقاد الفعل الذي يقوم به ابوه من صناعة لاصنام و عبادتها اذ قال الله تعالى في صورة مريم :"و اذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا اذقال لابيه يابت لم تعبد ملا يسمع و لايبصر و لا يغني عنك شيئا" و هنا لا يوجد اي اشارة للتمرد بل كان سيدنا ابراهيم لطيفا مع ابيه استعمل معه الدليل المنطقي و نصحه بكل لطف و ادب , و عندما خرج قومه استغل الفرصة و كسر الاصنام الا كبيرهم فلما عادوا استفسروا عن مكسر الاصنام فانتبهوا الى سيدنا ابراهيم اذ قال تعالى "قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم" وهنا تم تسمية سيدنا ابراهيم بالفتى و ليس المراهق و يستثنى في هذه الحالة ان يكون سيدنا ابراهيم طفلا  و ذلك لتوفر القوة الجسدية لتكسير الاصنام عند سيدنا ابراهيم انذاك و التي لا تتوفر في مرحلة الطفولة . و يمكنني ان اذكر كذلك سيدنا اسماعيل عليه السلام حينما ناداه ابوه ليذبحه , فاذا كان سيدنا اسماعيل مراهقا لرفض و تمرد على ابيه  , لا بالعكس بل علمنا الصبر و الاسلام اذ قال تعالى على لسان سيدنا اسماعيل " يا ابت افعل ما تومر ستجدني ان شاء الله من الصابرين" و اذكر كذلك نموذج اهل الكهف اذ قال الحق سبحانه في حقهم " انهم فتية امنوا بربهم فزدناهم هدى " و انتقل الى عهد النبي صلى الله عليه و سلم ومن ابرز النماذج في ذلك سيدنا علي كرم الله وجهه و الذي استغل هذه الفترة في الدعوة و الجهاد في سبيل الله و كذا سيدنا اسامة بن زيد الذي قدمه النبي صلى الله عليه وسلم لقيادة المعركة ضد الرومان ولم يتجاوز 20 سنة  و في الجيش اكبر الفرسان الاقوياء من الصحابة كخالد بن الوليد... وكان قبل هذه المعركة يشارك في الغزوات و هو ابن 16 سنة و 17 سنة . دون ان ننسى ان امنا عائشة قد تزوجها رسولنا الكريم و هي بنت 9 سنوات و قد عرفت في ذلك العمر بالذكاء و النباهة و الحكمة . لذا اشير ان اخواننا التلاميذ يعيشون مرحلة الفتوة و الشباب و لا يعيشون المراهقة الملئ بالملذات فالفتوة شعار الاسلام كما يقال في احد الاناشيد الاسلامية
                                  (     انما الاسلام قوة و جهاد و فتوة  )
حيث جعل بعض الحقوديين على التيار الاسلامي يتخذون المراهقة ذريعة لاخماد شعلة الدعوة و الاصلاح و النضال فيل قلوب الشباب الملتزم.

  . و اقول ان مرحلة الفتوة هي مرحلة طاعة و تزكية للنفس و ذلك من خلال اكتساب مهارات و قدرات و توسيع الدائرة المعرفية للتلميذ و كذا التثقيف و اكتساب شخصية مسلمة متوازنة و معتدلة تصلح للمجتمع و تصلحه و ذلك من خلال الحرص على الدراسة و السعي للتفوق الدراسي و كذا القراءة و المطالعة و كذا حفظ القران و الاحاديث و التردد على مراكز العلم و الثقافة كالمحاضرات و الندوات و مجاس الذكر ... من خلال هذا كله امكن لنا جعل حياتنا ايجابية و نكون ايجابيين لمجتمعنا و نرجو جنة ربنا لا ان نكون سلبيين نكون مستهلكين للمواد الاعلامية و الترفيهية و ضياع الوقت كذا اناسا مخدرين ماديا و معنويا لكي تنعتنا انذاك الحضارة الغربية بالمتحضرين و الحداثيين و المثقفين.. اذقال الله تعالى "  لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم "

0 التعليقات

إرسال تعليق