| 0 التعليقات ]



     تتعرض مجتمعاتنا العربية الاسلامية مجموعة من الاختلالات ، وهنا سنتحدث عن تلك التي يقوم بها اغلبنا بدون وعي ، وجهل لمقتضيات الدين الاسلامي في شهر رمضان .
     شهر رمضان ، افضل الشهور عند الله ،فيه انزل القران وفيه ليلة خير من الف شهر ، انه شهر الصيام ، شهر تتضاعف فيه الاجور، ونتقرب فيه الى الله بالكثير من الطاعات ، فرصة من ذهب يجب اغتنامها . لكن رغم كل هذا ، فإننا نرى عكس ما كان في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، حيث انقلب هذا الشهر الى شهر اللهو واللعب و العبث ، وهذا ظاهر قبل حلول هذا الشهر الفضيل ، حيث نلاحظ ان الاسواق تكتظ بالمشترين ،الكل يتهافت على شراء المأكولات و الانواع المختلفة من المواد الغذائية ,كأننا مقبلون على مجاعة كبرى ,و ترى النساء يتفنن في اعداد ما لذ وطاب من الحلويات والمأكولات .
و الكثير يجتهد في شراء ملابس لهذا الشهر وقد يقترض المال من اجل ذلك , حيث انك ترى الناس في الاسواق كأنهم في مهرجان كبير . وما يزيد الطين بلة ان الاعلام يروج لمثل هذه التصرفات المبالغ فيها, و يشهر لها . اما بالنسبة للبرامج فحدث ولا حرج , تكتظ قنواتنا المغربية ببرامج الطبخ والكثير من المسلسلات التي يتنافى مضمونها مع القيم الاخلاقية الاسلامية و مقتضيات الحشمة و الوقار, تبث الافلام الرومانسية الاجنبية المدبلجة و تلتقي بالبرامج الفكاهية السخيفة, مكونة غطاء لقلب الانسان و عقله عن التفكير في كل ما يقربه الى الله .
و حينما يحل هذا الشهر الفضيل , يغير الناس عاداتهم في النوم , حيث ان اغلبه لا يستيقظون لأداء صلاة الصبح في وقتها في غير رمضان , اما الان فكيف يستطيعون الاستيقاظ للسحور ?فالناس في هذا الشهر مرغمون على الصيام حتى و لو لم يعرفوا فضائله و فوائده, و مغرمون على اداء الصلاة في المسجد في وقتها . ولكن لماذا كل هذا?     
لان البعض يخاف اقاويل الناس و نظرة المجتمع اليهم , و كذلك يخافون ان ينعتوا  بين الناس بالنفاق , و البعض يعتقد ان الصيام و الصلاة في رمضان ماهو الا تقليد داب عليه الاباء والأجداد منذ زمن طويل , وكذلك من الناس من يعتقد ان العبادة تكون فقط في رمضان و ان عبادة رمضان من صلاة وصيام تغطي عبادة بقية شهور السنة , , كل هذا يجعل الصلاة و الصيام فارغة من أي بعد روحي و بذلك تصبح عادة و ليس عبادة.
و كحل لمشكل الاستيقاظ باكرا يمضي الكثير وقته في السهر على مشاهدة برامج التلفاز الذي تشتد نسبة الفجور فيها ليلا , بحيث لا يحس المرء بمرور الساعات , فيسهر الناس حتى اقتراب السحر , فيتسحرون وينامون و يستيقظون عند الظهر , و بذلك يتحول الناس الى كائنات ليلية تمارس انشطتها ليلا , و بينما النهار يغلب فيه النوم و الكسل و الخمول , اما المساء فينهمك النساء في اعداد مائدة الافطار الضخمة . و عند الافطار ينكب الجميع في التهام ما امامهم من المأكولات المتنوعة دعاء الافطار , متفرجين في احدى البرامج الفكاهية السخيفة . وبعد انتهاء المأدبة , يقوم اغلب الناس برمي الاطعمة المتبقية نتيجة الاسراف في تحضير الطعام .
المسلم في رمضان يكون اكثر الناس كرما , و يكون مرتاح البال و الضمير مطمئن القلب لذكر الله تعالى , بينما واقع الاغلبية عكس هذا تماما , حيث تكون الحوادث بكثرة في رمضان , وترتفع نسبة المشاجرات بين الناس , و السب والشتم عند المدخنين وغيرهم , وتذهب الى المستشفيات فتراها مكتظة بالجرحى نتيجة الحوادث والمشاجرات العنيفة , ثم تمر بالمحاكم فتراها لا تقل شانا عن المستشفيات . كما يكون الكثير من الناس بخلاء على غيرهم من المحرومين, فتسمع السب والشتم و النهر من هنا و من هناك على المتسولين وضعاف الحال.
بهذه التصرفات وغيرها يتحول رمضان الى شهر اللعب و كثرة الاحلام , التي تراود الناس في المنام ,يصبح شهرا لقطع الارحام , و الإسراف في الطعام , شهر السهر على معصية الله والاجتهاد في الحرام , ومشاهدة المسلسلات و الافلام , شهر السب و الشتم و قلة السلام , شهر المشاجرات والآلام , و منع الصدقات وتقديس الاعلام , و الاعراض عن ذكر الله و تعاليم  الاسلام .

0 التعليقات

إرسال تعليق